المغرب الكبير... إرث ثقافي واحد يتنازعه شركاؤه

24-07-2023

تشترك المنطقة المغاربية في عادات وتقاليد مختلفة وإرث متنوع على عديد من المستويات، منها الثقافي والمعماري والحضاري وحتى على مستوى المطبخ واللباس. هذا التقارب الثقافي وليد تاريخ مشترك من خلال الحضارات التي مرت على المنطقة المغاربية بدءاً من سكان المنطقة الأصليين وهم الأمازيغ الموجودون إلى يومنا هذا في مناطق عدة، مروراً بالبيزنطيين والرومان ثم الأندلسيين وانتهاء بالعثمانيين وحتى الفرنسيين والإيطاليين، فهل دفع هذا التشابه والإرث المشترك إلى توحيد شعوب المنطقة أم أصبح مصدر نزاع؟ الأكيد أن هناك مبادرات ولو قليلة لمحاولة المحافظة على هذا الإرث، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بمكون أساس يجمع بين دول المغرب العربي، فعلى سبيل المثال سجلت منظمة "يونيسكو" طبق "الكسكسي" ضمن قائمتها للتراث العالمي غير المادي في مارس (آذار) 2019 على إثر تقديم أربع دول مغاربية، هي الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس، للمرة الأولى ملفاً مشتركاً بعنوان "الكسكسي.. المعارف والمهارات والطقوس". وكان تقديم الجزائر ملفاً حول الطبق إلى "يونيسكو" في سبتمبر (أيلول) 2016 أثار غضب المغرب، الذي يمثل غريماً سياسياً ودبلوماسياً وثقافياً للجزائر، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لاحقاً. وهي الخطوة الرسمية الوحيدة التي يعترف البلدان فيها بهذا الإرث المشترك بينهما، فيما بقيت أنماط التقارب الثقافي الأخرى إما مسكوتاً عنها أو يتم تجاهلها أو صارت مصدر نزاع في غالب الأحيان بين بعض الدول المغاربية. عن التقارب الشائك عن المحاولات الرسمية لتثمين هذا التاريخ المشترك، تحدث الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش لـ"اندبندنت عربية" بالقول إن "الجانب الوحيد الذي استطعنا من خلاله التقريب بين البلدان المغاربية هو الثقافي، وذلك عن طريق المجتمع المدني وليس عبر القنوات الرسمية، في ظل العلاقات المتأزمة بخاصة بين المغرب والجزائر". وأضاف البكوش أنهم حاولوا تقديم حفلات تضم الإرث الموسيقي المشترك، وأيضاً بعض المهرجانات الثقافية في إطار محاولة التقريب بين شعوب المنطقة، كما وقعوا اتفاق شراكة مع جمعيات فرانفوكونية لتشجيع البلديات في البلدان المغاربية على القيام بنشاطات ومشاريع ثقافية واجتماعية مشتركة".


1

0



Twiic
Twiic
Super Twiiceeur

Nos services