06-05-2020
هو: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أمه: الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. مولده وإسلامه وجهاده ولد بعد عام الفيل بعشر سنين فهو أصغر من النبي بعشر سنين. وكان عبد الرحمن من السابقين الأولين إلى الإسلام، إذ أسلم قبل دخول النبي محمد دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان اسمه عبد عمرو وقيل عبد الحارث وقيل أيضا عبد الكعبة، فغيره النبي محمد إلى عبد الرحمن، وأسلم معه أخوه الأسود بن عوف وهاجر الهجرتين وشهد بدراً وسائر المشاهد، وآخى النبي محمد بينه وبين سعد بن الربيع الخزرجي. بعثه النبي محمد إلى دومة الجندل، ففتح الله عليه، وأذن له النبي محمد أن ينكح ابنة ملكهم، وهي تماضر بنت الأصبغ الكلبي. ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في الإصابة: (قال معمر عن الزهري، تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله بشطر ماله، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله وخمسمائة راحلة). منزلته عند النبي محمد كان عبد الرحمن كغيره من الصحابة السابقين الأولين الذين لم يدهشهم الغنى ذا منزلة عظيمة عند رسول الله. وذكر ابن سعد في الطبقات: قال عبد الرحمن بن عوف: قطع لي رسول الله أرضاً بالشام يُقال لها السليل، فتوفي النبي ولم يكتب لي بها كتابا، وإنما قال: إذا فتح الله علينا بالشام فهي لك. روى أحمد في مسنده عن أنس أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن كلام، فقال خالد: أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها!، فقال النبي محمد: دعوا لي أصحابي. وقيل قال: "مهلا يا خالد، دع عنك أصحابي فوالله لو كان لك أحد ذهبا، ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحة".[1] وقول رسول الله لخالد بن الوليد: "دع عنك أصحابي" وهو يعني هذه الطبقة ذات القدر الخاص المتميز في المجتمع المسلم في المدينة.[2] لكن الحديث بهذا المتن مردود فقد ورد في زاد المعاد من غير سند و برواية مرسلة عن طريق امام السير والمغازي ابن اسحاق و معلوم أن هذا مما لا يبنى به رأي و لا يستقيم به دين والأثبت أن رسول الله كما ورد في صحيح مسلم قال: لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما ملك مد أحدهم ولا نصيفه. فهو لم يخرج خالدا من دائرة الصحبة. أما الحديث في مسند أحمد فقد روي بطريق أحمد بن عبد الملك حدثنا زهير حدثنا حميد الطويل عن أنس. و هو سند مردود لأن حميد الطويل قال فيه أهل الحديث أنه يدلس عن أنس -أي يروي مباشرة أن أنسا قال دون أن يكون سمع منه الحديث- و لا يحتج بروايته عن أنس إلا ما قال فيه حدثنا أنس، كما أن في السند أحمد بن عبد الملك الأسدي الكوفي و قد تركه أهل بلده و ضعفه بعض أهل الحديث كابن حجر العسقلاني حيث قال أن أحمد نفسه تكلم فيه أنه دخل في عمل السلطان و تركه كذلك محمد بن عبد الله بن نمير. منزلته عند الصحابة كان عمر بن الخطاب يرجع إليه في أمور كثيرة، ومما روي منها دخول البلد التي نزل بها الطاعون، وأخذ الجزية من المجوس، وكان عمر يقول: ( عبد الرحمن سيد من سادات المسلمين ). وكان عبد الرحمن أحد الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لخلافته، وأرتضاه الصحابة جميعاً حكماً بينهم لاختيار خليفة لعمر بن الخطاب. روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن المسور بن مخرمة (وهو صحابي وابن أخت عبد الرحمن): بينما أنا أسير في ركب بين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن قدامي عليه خميصة سوداء، فقال عثمان: من صاحب الخميصة السوداء؟ قالوا: عبد الرحمن بن عوف، فناداني عثمان يا مسور، قلت : لبيك أمير المؤمنين، فقال: ( من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الثانية الآخرة فقد كذب ).
0