Matmata les maisons sous terre

28-06-2024

مطماطة القديمة : بيوت مكيفة طبيعيا تحت الأرض حرارتها معدلة في حدود 20 درجة مائوية على مدى السنة.
_________________
البيوت المحفورة في جبال مطماطة القديمة تقي السكان من حرارة الصيف إذ تتحول إلى مكيفات طبيعية خلال هذا الفصل شديد الحرارة في تلك الربوع القاسية، كما تقيهم من برد الشتاء باعتبارها تتحول في فصل الشتاء القارس إلى مكان دافئ بصورة طبيعية ومن دون سخانات. 
و قال على بوهالة في تصريح لاذاعة تطاوين وهو احد سكان قرية زمرتن وهو ايضا يعمل كدليل سياحي بالمنطقة" خصوصية ديار الحفر انها تحتوي على بيوت درجة حرارتها ثابتة على طول السنة  وهي في حدود 18-20 درجة  و هي درجة حرارة مناسبة للسكن و خزن الحاصيل الزراعية و الغذائية التقليدية زيت، تين، تمور.. "
و تقول هاجر التاوجوتى وهي مقيمة بمنزل حفري بقرية تيجمة - مطماطة رفقة زوجها و ابنائها " ان ديار تحتوي على طاقة ايجابية يشعر الانسان المقيم داخل هذه البيوت براحة النفسية كبيرة  "
كما أن تلك البيوت مثلت مكانا ملائما لاحتفاظ السكان الأمازيغ في الجنوب التونسي بعاداتهم وتقاليدهم ولاعتزالهم لمحيطهم الذي تدفق عليه عرب الجزيرة سواء أثناء الفتح الإسلامي في القرن الأول للهجرة، أو خلال هجرة قبائل بني هلال وبني سليم إلى المنطقة طمعا في أراضيها الخصبة وخيراتها الفلاحية.
ويتشكل البيت في مطماطة من حفرة كبيرة واسعة، أرضيتها المنبسطة هي فناء البيت أو ساحته التي تطل عليها غرف محفورة في الصخر تحيط بهذا الفناء من كل الجهات. ويتم الولوج إلى البيت من الأعلى من خلال درج، أو سلم في أسفله يقع الباب المؤدي إلى الفناء في هندسة عجيبة تختلف حتى عن باقي المباني الأمازيغية سواء تلك الواقعة في تمزرت أو في تطاوين وسائر ولايات الجنوب.
ويتكون البيت المطماطي أيضا من طابقين، واحد علوي يتم فيه تخزين المؤن ومختلف المواد الغذائية، وآخر سفلي للإقامة والسكن ويضم المطبخ والحمام وغرف النوم وغرفة الجلوس ذات الأثاث البسيط والجميل في الآن نفسه. ويطغى اللون البني على البيت، وهو لون الأرض، بالإضافة إلى اللون الأبيض، وهو الطلاء الذي يدهن به السكان بيوتهم التي تضم تحفا فنية واكسسوارات قديمة وتقليدية من التراث الأمازيغي الذي توارثته الأجيال على تلك الأرض التي أبت أن تذوب في الآخر وتفقد مكونات هويتها.
و حدثتنا هاجر التاوجوتى عن احدى عادات الجهة " ان كل أمّ في مطماطة تحتفظ بالعاب و اكسيسوات صغيرة و اشياء تذكارية من طفولة ابنتها  داخل علبة و مع اقتراب موعد زفاف الابنة تقوم الام بصناعة قلادة تحتوي على هذه الاشياء التذكارية مع الصخاب (وهو عطر طبيعي اسود اللون يستعمل في المصوغ البربري) 
وقد تحولت بعض هذه المنازل في مطماطة إلى فنادق لإيواء زوار الجنوب التونسي من الراغبين في الإطلاع على العادات والتقاليد الأمازيغية والتعرف على خصوصيات المنطقة الفريدة من نوعها في محيطها التونسي وحتى الشمال أفريقي باعتبار انتشار الأمازيغ في المنطقة الممتدة من واحة سيوة في مصر إلى المحيط الأطلسي في جزر الكناري الإسبانية وكذلك في بلدان أفريقية غير مغاربية على غرار مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد. كما تم تصوير مشاهد من سلسلة أفلام حرب النجوم الأمريكية في تلك الربوع وفي تطاوين القريبة، فبدا للمُشاهد لتلك الأفلام وكأن مطماطة تقع في كوكب آخر، قصي عن الأرض، وتقطنها كائنات أخرى، ولم يخطر على بال أحد أن تلك المشاهد تقع في الجنوب التونسي إلا أهل البلاد أنفسهم.
  منقول  عن اذاعة تطاوين


0

0



Break
Break
Super Twiiceeur

Nos services